عيد الاستقلال “ملك مجاهد” و “شعب مكافح”

0 minutes, 0 seconds Read

نحتفل نحن المغاربة كل عام بعيد الاستقلال في تاريخ الثامن عشر من شهر تشرين الثاني تكريماً لعودة ملكنا محمد إلى المغرب؛ حيث كان الملك محمد منفياً إلى مدغشقر عندما كانت بلادنا تحت الحماية الفرنسية، وفي هذا اليوم أعلن الملك استقلال المغرب من الاحتلال الفرنسي والاسباني و الذي استمر 44 عاما.

نحتفي نحن الشعب المغربي، ومعه أسرة الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير بمفخرتنا بعيد استقلالنا، بذكرى مجيدة تقتضي استحضار ما حققه اسلافنا من ملاحم البطولة والتضحية والوفاء ونكران الذات والفخر والاعتزاز، في سبيل العتق من قبضة الاستعمار والظفر بنعمة الحرية والاستقلال، في ظرفية خاصة واستثنائية ما أحوجنا فيها اليوم، لتجديد صلتنا بالوطنية الحقة وما يدور في فلكها من مسؤولية وواجب ونكران للذات ونزاهة واستقامة واستحضار للمصلحة العامة، في ظل ما بات يعتري ممارساتنا وتصرفاتنا من مشاهد الأنانية المفرطة والتهور والاستهتار وانعدام المسؤولية والعناد والخلاف و… ، ومن صور العبث والسخافة والتفاهة والانحطاط القيمي والأخلاقي…

نعمة الاستقلال التي ننعم بها في ظل هذا البلد الآمن و الأمين والمستقر، ما كان لها أن تتحقق لولا وجود مغاربة نزهاء وشرفاء، جاهدوا بمحبة وناضلوا ببسالة ونكران للذات، دفاعا عن الوطن ودودا عن الوحدة الترابية، فمن المقاومة العسكرية التي اندلعت شراراتها الأولى بالبوادي المغربية، إلى المقاومة السياسية التي أربكت حسابات المستعمر وكشفت عن مخططاته ومؤامراته الدنيئة، ومن نطفة تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال إلى معجزة ثورة الملك والشعب، كلها محطات تاريخية، يصعب الذوذ في حفرياتها جملة وتفصيلا ، لكن يكفي قولا أنها شكلت جميعها صورة عاكسة للوطنية في أبهى حللها وللتضحية في أرقى مشاهدها وللنضال في أبهى صوره، وأنتجت ملحمة نقشت و نحتت سطورها بفخر واعتزاز عنوانها العريض “شعب مكافح” و”ملك مجاهد” أخلصا لله وللوطن، وبإخلاصهما وكفاحهما، تحققت نعمة الحرية والاستقلال، ممهدة الطريق للانتقال السلس من مرحلة “الاستعمار إلى مرحلة الجهاد، ثم الاستقلال، ذكرى مجيدة تحل علينا اليوم، ونحن ننعم بنعمة الحرية والاستقلال والأمن والطمأنينة، وهي نعم أدركنا قيمتها الحقيقية في زمن الجائحة بعدما تم الإغلاق الشامل وتم فرض حالة الطوارئ الصحية وما واكبها و يواكبها من تقييد للحريات لمقاصد وقائية واحترازية، وندرك قيمتها اليوم في ظل ما يواجهه الوطن من تحرشات واستفزازات بغيضة علنية من طرف بيادق للعبة مصطنعة من يتحكم في حركاتها وسكناتها، ليس أمامنا من خيار، سوى رص الصفوف وتعبئة الجبهة الداخلية، للتصدي لكل المؤامرات التي من شأنها المساس بالوطن أو بوحدته الترابية أو بأمنه القومي ومواصلة مسلسل استكمال الوحدة الترابية لتحرير الصحراء المغربية التي كانت وقتها تعيش تحت رحمة الاستعمار الاسباني وإلحاقها بالوطن الأم، فكانت “المسيرة الخضراء المظفرة” التي شكلت امتدادا للتاريخ النضالي الوطني ومحطة مشرقة تجددت معها أواصر الوطنية الحقة وجسور البحث عن حمى الوطن، فحققت المسيرة الخضراء الخالدة المراد، فعادت الصحراء إلى مغربها وانصهر المغرب في صحرائه الغالية، في انتظار أن يتم تحرير ما تبقى من أمتار المحتلة، ليتعافى الوطن من وباء الاحتلال …جهاد أكبر لابد أن يتجدد ويستمر ليس فقط لحماية الوحدة الترابية والتصدي لمناورات أعداء الوطن، بل والاستمرار في معركة التنمية الشاملة في ظل “النموذج التنموي المرتقب” الذي رسمه جلالة الملك، و الذي يعول عليه لإحداث نقلة تنموية نوعية .. جهاد أكبر يفرض علينا أفرادا وجماعات، الاستحضار المستدام لما صنعه الآباء والأجداد من ملاحم الفخر والبطولة والاعتزاز ليبقى الوطن حرا آمنا مستقرا، جهاد يفرض علينا التجنيد و التجند لنحافظ على ما نعيش فيه من أمن وحرية وسكينة وطمأنينة، تثير حسد الحاسدين وحقد الحاقدين….

…ولايسعنا سوى تجديد و تأكيد بيعتنا لجلالتكم، فنحن فداك و فداء الوطن يا سيدي و مولاي جلالة الملك بالغالي والنفيس ليحيى الوطن.

ذات صلة