بات انقطاع الماء الصالح للشرب، بين الفينة والأخرى، أمرا مقلقا بجل الأحياء السكنية في مدينة اولادتايمة. حيث يتفاجأ السكان بغياب هذه المادة الحيوية عن صنابير منازلهم، خاصة في الفترات النهارية، وهي الوضعية التي عاشها قاطنو الأحياء السكنية الكرسي الشرقي و الغربي، حي رابحة و الحي المحمدي و أحياء أخرى.
لكن ما زاد الطين بلة هو الانقطاع الكلى لهذه المادة الحية لأزيد من ثلاثة أيام متواصلة صباح مساء، حيث تفاجأ قاطنو الأحياء السكنية المذكورة بغياب الماء الصالح للشرب لليوم الثالث على التوالي منذ صباح يوم الجمعة حتى لحظة كتابة هذه الاسطر، دون أن يكون لهم أي علم بتوقيت الانقطاع والعودة، بالرغم من المطالب التي ما فتئ المتضررون يبلغونها إلى المكتب الوطني للماء والكهرباء، وفي مقدمتها ضرورة إشعارهم بالمدة الزمنية التي سيغيب فيها الماء، من أجل اتخاذ الاحتياطات والتزود بما يكفيهم خلال تلك الفترة.
يكاد يتكرر منظر خرطوم بنهايته صنبور واحد عند باب الحمامات الشعبية او بمحطات الوقود، وضعها رجل كريم بالمجان للباحثين عن هذه المادة الحيوية ،الذين يسكنون بالقرب أو لجار بالحي المجاور، يرغب بقليل من الماء له.
لم يعد الصنبور داخل بيتهم جزءًا من تفاصيل حياة عادية.. يفتحوه أّنّى شاؤ وكيف ما رغبو، .بل بات مجرد ديكور تحيط به براميل مصطفة تنتظر دور أطفال و أمهات يحملنها بحثاعن قطرة ماء.
حلم المئات من سكان أولادتايمة يقطعون مسافات حتى يظفروا بما يضمن لهم شربة ماء ويتيح إطفاء ظمئهم ويمكّنهم من غسل أوانيهم القليلة.. وإذا ما تبّقى شيء ما، يمكنهم الاستحمام وهم يحسبون كم إناء ماء استقبلته أجسادهم. كما يخلق الماء هنا تضامنًا بين السكان عند حالات العطش، عندما يعطي الجار جاره ما يفرّج به كربة يوم حتى يقضي الله أمرًا كان مفعولا،عفوا حتى يلتفت المسؤول ن إلى معاناة الساكنة.