حوار أدبي مع القاص محمد الشايب

0 minutes, 3 seconds Read

 

حاوره: كمال العود

– من هو محمد الشايب؟
محمد الشايب مواطن مغربي عاد، بدأ كتابة القصة القصيرة منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي، و قبلها كتب الخاطرة و الزجل و المسرحية..و هو عضو في بعض الجمعيات ذات الاهتمام الثقافي..

– يهمنا أن نتعرف على بداياتك مع الكتابة، كيف بدأت الرحلة؟
بدأت الكتابة في سن مبكر و بالضبط في مرحلة التعليم الإعدادي حيث أخذت أكتب بعض الخواطر وواصلت الكتابة في سلك الثانوي خصوصا بعد انخراطي في العمل الجمعوي مما شجعني على كتابة الزجل و المسرحية.. لكن بعد انتقالي إلى الجامعة شرعت في كتابة القصة القصيرة.

هل شكلت مدينة مشرع بلقصيري وعيك الإبداعي وبدايتك الأدبية؟
بالفعل مشرع بلقصبري بالنسبة إلي هي البدايات كلها، و هي شاهدة على نجاحاتي و انكساراتي و من الطبيعي أن تكون منطلق قلقي الإبداعي، و أن تحضر حضورا قويا في كتاباتي..

– هل ترى أن الفن والإبداع ضرورة للإنسان وللمجتمع؟ وهل لهما دور في تغيير الواقع المغربي؟
الفن و الإبداع عموما رافق الإنسان في كل مراحل حياته، و ظل خير معبر عن هموم و أحزان و أفراح و انشغالات البشرية.. و لا أتصور مجتمعا إنسانيا يستطيع العيش بدون إبداع. إن الحضارات تبنى عن طريق ما يبدعه الإنسان في شتى المجالات.. و كل حقول الخلق تساهم في الرقي بالذوق العام و نشر القيم و التربية على الجمال.. و كل هذا يؤدي إلى تغيير الواقع و الحياة عموما و لو على المدى البعيد.

– صدر لك أربع مجاميع قصصية على التوالي: “دخان الرماد” و”توازيات” و”هيهات” و”الشوارع”، ما هي أبرز القضايا التي تضمنتها هذه الأعمال القصصية؟
المجاميع القصصية التي صدرت لي أردتها أن تكون أسفارا في هموم الذات و الجماعة، و رحلات في اللغة و الإبداع.. لهذا جاءت مفعمة بكثير من القلق و الانشغالات المجتمعية كالبطالة و الهجرة و التفاوت الطبقي و النفاق الاجتماعي..كما حاولت خلال مساري القصصي المتواضع عدم السقوط في التكرار على المستوى الفني و التقني لأن القصة القصيرة هي إبداع قبل كل شيء..

– حظيت أعمالك القصصية بدراسات دقيقة عبر مقالات نشرت بالعديد من المنابر الورقية والإلكترونية. في نظرك ما القيمة التي يضيفها النقد إلى تجربة الكاتب الأدبية؟
إن للنقد دورا مهما في تقريب الإبداع من المتلقي على اختلاف أنماطه و اهتماماته.. و الحقيقة أن بعض الدراسات النقدية تزيد من قيمة الإبداع، و تخدمه و تحفز المبدع كثيرا ليواصل رحلة الخلق..

– اعتمدت على الرمزية في مجموعتك الأخيرة “الشوارع”، تحدث لنا عن سر توظيفك لهذه التقنية؟
في مجموعتي القصصية “الشوارع” حاولت الاشتغال على الشارع بكل تجلياته الواقعية و اللغوية والتاريخية و الثقافية.. لهذا استحضرت كثيرا من الرموز من مختلف الحقول.. و حاولت أن أسافر بالقارئ في تضاريس الذات والواقع و اللغة و التاريخ..

– بعد أربع مجاميع قصصية، ألا تفكر في كتابة الرواية مستقبلا؟
إن كتابة القصة القصيرة بالنسبة إلي اختيار فني فهي جنس أدبي ينسجم مع اختياراتي الفنية و انتمائي الطبقي.. و أنا من المخلصين لطفلة الأدب.. و لا أريد الآن أن أسبح خارج مياه القصة القصيرة..القصة ملاذي الفني الأوحد، و لست من الذين يعتبرونها تمرينا للمرور إلى كتابة الرواية…

– من خلال إدارتك الفنية لمهرجان مشرع بلقصيري الوطني للقصة. كيف تنظر إلى واقع القصة ومستقبلها؟
في الحقيقة عرفت القصة القصيرة بالمغرب بدءا بتسعينيات القرن الماضي دينامية ملحوظة على مستوى النشر و المتابعة النقدية و البحثية، و ظهرت الملتقيات القصصية خصوصا في الهوامش لتزكي هذه الصحوة عن طريق طرح السؤال القصصي و الاحتفاء بالقصة و مبدعيها.. أرجو أن تكثر المناسبات و المهرجانات التي تساعد هذا الجنس الأدبي على الانتشار و التطور من حيث الكم و الكيف..

– باعتبارك عضو العديد من الجوائز الوطنية أهمها جائزة “رونق” للقصة. ما الذي تضيفه الجوائز إلى الكاتب، وهل تعيد الاعتبار للعمل الإبداعي وتلفت الانتباه إليه؟
تساهم الجوائز و المسابقات في التشجيع على الإبداع و في إبراز مبدعين جدد و صقل مواهبهم.. و تعتبر جائزة رونق من أهم الجوائز الوطنية حاليا، و استطاعت الحفاظ على حضورها، و نجحت في نشر الإبداع لدى الطلبة و التلاميذ و الشباب عموما، و بفضل جائزة رونق ظهر كثير من المبدعين الجدد..

– ونحن نتابع ظهور مجموع من الأسماء الشابة تغزو الساحة الأدبية، بما تنصح الكُتاب الشباب؟
وإن كنت لا أميل ميلا شديدا إلى النصيحة في مجال الإبداع فإني مع ذلك أرجو أن يكون الكتاب الشباب أكثر جرأة على تجاوز أنماط الكتابة لدى السابقين، و أن يبتعدوا عن الاستسهال و أن يقرأوا كثيرا و يكتبوا قليلا.

– بعد مرور خمس سنوات على إصدارك الأخير، ما هو مشروعك الأدبي المقبل؟
لدي مجموعة قصصية جديدة أرجو صدورها قريبا إن شاء الله.

– كلمة أخيرة إلى القراء وعشاق القصة القصيرة؟
في الختام أشكرك الأستاذ كمال على هذا الحوار الجميل، و أدعو الجميع إلى الاهتمام أكثر بالأدب لأنه حقيقة يعيش حالة اغتراب في حاضرنا، و يعاني من شتى أشكال التهميش و التحقير..

ذات صلة