مبادرة : مشروع ثقافي تطوعي “الرواية المسافرة”

0 minutes, 0 seconds Read

كمال العود
إنطلقت فكرة “الرواية المسافرة” نتيجة عدم وجود منصة تعنى بإعارة الكتب والروايات، خاصة النادرة منها والغير متوفرة في السوق أو التي نفدت ولم تعد تصدر منها طبعات جديد.
تسعى مبادرة “الرواية المسافرة” حسب الورقة التعريفية للأستاذ خالد الخراز إلى تمكين “الأعضاء من الحصول على روايات وكتب ورقية…مع العلم أن العديد من هذه الروايات يصعب الحصول عليها إما لغياب المكتبات، لندرتها، لغلاء ثمنها أو لكونها مفقودة في السوق، فالكثير من القراء سمعوا عن بعض العناوين وبحثوا عنها دون جدوى لأنها نفدت ولم تصدر منها طبعات جديدة”. انطلقت “الرواية المسافرة” كفكرة تهدف إلى مشاركة المعرفة بين القراء من خلال تبادل الكتب وإعادة إحيائها بدلا من موتها على الرفوف، وإيمانا بأن الكتاب الذي يتمدد بتكاسل على الرف هو دخيرة ضائعة، يقول الأستاذ الخراز “فالرواية المركونة في الرف هي رواية ميتة، وبالتالي فسفرها هو بعث لهذه الرواية من جديد”.
تقول الورقة التعريفية التي قدمها الأستاذ خالد الخراز أن المبادرة ولدت “بعد نقاشات بين أعضاء مجموعة “إصدارات روائية” التي يديرها القاص شكيب أريج، والتي تهتم بالتعريف بالأعمال الروائية ومناقشتها وتبادل الآراء حولها، في خضم هذه النقاشات قدم الأخ رشيد لبيز فكرة تبادل الروايات بدل الاقتصار على تبادل الآراء حولها”. ويضيف الأستاذ الخراز:
“كانت الانطلاقة بإرسال رواية “أم النذور” لعبد الرحمان منيف، وقد أرسالها رشيد لبيز في اتجاه مدينة تارودانت، وانطلقت من تارودانت رواية “شجرة اللبلاب” والتي أرسلتها نجاة ايت عزيزو”.
المشروع التطوعي كالمشروع التجاري لا فرق بينهما سوى العائد، وبالتالي تحتاج الفكرة إلى خطة وتطوير وأعضاء لتبني الفكرة والإيمان بها كجزء منهم والقيام عليها. في الشق التنظيمي والتطويري يقول الخراز “تم تقسيم المكتبة إلى رفوف متنوعة هي عبارة عن ألبومات صور…وما على العضو سوى تصفح هذه الألبومات والضغط على صورة الرواية التي يود التوصل بها والتعليق بإسمه الكامل ومدينته وبهذا يكون طلبه مبرمجا…”. كما تم وضع قوانين للمجموعة كخطة تنظيمية لعمل اللجنة.
أما اللجنة المشرفة فتتكون من ستة عناصر: خالد الخراز، حنان بنحدوش، شكيب أريج، فاطمة الحافظ، عبد العالي حيمود، يونس.
تواجه “الرواية المسافرة” هالة سوداء محيطة بفكرة الإعارة وتبادل الكتب منها: ضياع الروايات، الخدمة البريدية خاصة بالكتب غير المعممة في ربوع الوطن، سلوكيات عدد من الأعضاء وتماطلهم في إرسال الروايات التي بحوزتهم، وأخيرا عائق فاعلية اللجنة التي تتكون من ستة عناصر، إلا أن الإشراف الفعلي يقتصر على ثلاثة عناصر فاعلة.
وتم تتثبيت استمرارية الفكرة من خلال مجموعة فيسبوكية “الرواية المسافرة” وتضم جل المدن والقرى المغربية ولم تقتصر على الوطن بل تجاوزته إلى الخارج.
وقد وصلت المساهمة في المجموعة إلى 400 كتاب ورواية وما يقارب 8 آلاف عضو.
“الرواية المسافرة” مبادرة تهدف لمشاركة المعرفة بين القراء من خلال إحياء الكتب والروايات في أيدي قراء آخرين بدلا من موتها على الرفوف، وتسهيل عملية وصول الكتب وتبادلها بين القراء بأقل تكلفة، وخلق مجتمع مبادر في تبادل الكتب والروايات وإعارتها.
من أبرز الأنشطة التي قامت بها المبادرة إعارة 400 كتاب ورواية داخل وخارج المملكة، وإقامة التحدي الشهري للقراءة، ثم برنامج كتاب بيننا الذي استضاف حوارات أدبية من الحجم الكبير مع الكتاب المغاربة والعرب. وقد حظيت هذه التجربة بمتابعة كبيرة حيث خصصت مجلة الثقافة الجنوبية عددها 16 لتجربة “الرواية المسافرة”.

ذات صلة