قامت مجموعة من شباب مخيمات تندوف بتوقيف شاحنة صهريجية لنقل المحروقات نحو الأراضي الموريتانية، بعد تأكد الصحراويين من كونها تابعة وهو لرجل الثاني في جبهة “البوليساريو” بعد إبراهيم غالي والمسمى “سالم لبصير” .وأشارت مصادر حقوقية بالمخيمات إلى أن الذراع الأيمن لزعيم جبهة “البوليساريو” يمتلك 7 شاحنات لتهريب المحروقات نحو نواكشوط، مؤكدة أن عملية الحجز جاءت بعد شهر من مراقبة حركية هذه الشاحنات. وقد استنفرت الحادة جبهة “البوليساريو” التي طوقت المخيمات ليلة أمس الخميس، حيث تسلّمت الشاحنة بعد مفاوضات مع الشباب الصحراوي مقابل وعود بمتابعة القضية.
وضبطت المجموعة عناصر جبهة “البوليساريو” متلبسة بتهريب المحروقات إلى موريتانيا؛ مما أحرج إبراهيم غالي الذي وجد نفسه مجبرا على التفاوض مع الشباب الصحراوي، الذي ندد بتدهور الأوضاع المعيشية للسكان.وأفاد بيان للشباب الصحراوي، بأن “خطوة توقيف الصهريج المحمل المحروقات خرجت من رحم الواقع المزري الذي يعيشه سكان المخيمات”، مبرزاً أنه “سيتم القيام بخطوات أشمل وأوسع لفضح أشكال الفساد”.واستطرد بأن “توسّع ظاهرة الفساد المالي تفاقم كثيرا، حيث عمد بعض كبار المسؤولين إلى استغلال نفوذهم السياسي؛ ما يكشف عن استشراء ممارسات الفساد في كامل المؤسسات”.وتعيش مخيمات تندوف أوضاعا أمنية مقلقة خلال السنوات الماضية، لا سيما بعد انتفاضة الشباب الصحراوي على تدهور الوضعية الاجتماعية والاقتصادية للأسر البسيطة التي تفتقد إلى أبسط شروط العيش الكريم.وشهدت مخيمات تندوف حالة استنفار لعناصر الجبهة بسبب تجدد المواجهات بين الساكنة وقيادات البوليساريو، بعدما قامت الأخيرة بالاعتداء على الخيام خلال بداية الشهر الحالي؛ ما تسبب في تزايد حدة الاحتقان الاجتماعي والسياسي.وبات واضحا لسكان المخيمات بأن القيادة الحالية لـ”البوليساريو” راكمت الثروات المالية خلال العقود الماضية؛ فيما تتواصل معاناة المحتجزين جراء ندرة المياه والمواد الغذائية والطبية، بعد تراجع عدد المساعدات الدولية الموجهة إليهم.