تعتمد مدينة قلعة مكونة الواقعة بإقليم تنغير، في الفترة الممتدة من 3 إلى 6 ماي المقبل، تنظيم الملتقى الدولي للورد العطري في دورته الـ59، وذلك وسط مطالب بضرورة مأسسة هذه التظاهرة الدولية السنوية، وجعلها مناسبة لتثمين المنتجات المحلية، وعلى رأسها الورد العطري، وفرصة لتقييم المنجزات السابقة، لتفادي هدر المال العام.
وقال فاعل جمعوي كريم الولالي بإقليم تنغير ، إن الإقليم يتوفر على عدة مؤهلات في جميع المجالات، لكنه يعتبر من أكثر الأقاليم التي تعاني من التهميش والفقر التنمويين، ملتمسا من الجميع، بما يشمل المؤسسات المشاركة في تنظيم الملتقى الدولي للورد العطري، “التفكير في إعطاء الأولوية للبرامج التنموية الكبرى، وتفادي تخصيص ملايين الدراهم لتظاهرات تصرف عليها ميزانيات ضخمة في ثلاثة أيام”، وفق تعبيره.
وطالب المتحدث ذاته المسؤولين بإقليم تنغير بجعل هذه المناسبة فرصة لـ”عقد لقاء إقليمي لبحث سبل تشغيل الشباب والتقليص من نسبة البطالة التي عرفت ارتفاعا خطيرا في السنوات الأخيرة”، لافتا إلى أن “الشباب العاطلين عن العمل في تزايد يوما على يوم، ما ينذر باحتقان اجتماعي بالإقليم، ويرميهم في أحضان سماسرة الهجرة غير الشرعية .
وبين أن أن الملتقى الدولي للورد العطري تخصص له ميزانية مهمة من طرف عدد من المؤسسات العمومية، وخاصة وزارة الفلاحة والمجلس الإقليمي والمجلس الجهوي، وباقي الشركاء، وهو ما دفع بالعديد من الفاعلين الجمعويين إلى مطالبة السلطات المختصة بالتصريح رسميا بميزانية الموعد، مع دعوة المجلس الأعلى للحسابات إلى افتحاص ميزانية السنوات الماضية وطرق صرف الأموال.
من جهة قالت أحد ساكنة قلعة مكونة، إن الملتقى الدولي للورد العطري الممول من طرف المؤسسات العمومية، والمجلس الإقليمي ومجلس الجهة، يعرف منع الفتيات القاطنات خارج واحة دادس وقلعة مكونة الكبرى من الترشح لمسابقة ملكة الجمال، واصفة الأمر بـ”التمييز ” والإقصاء في حق جميع فتيات الإقليم والجهة .
وترى المتحدثة ذاتها، أن إنفاق الأموال العمومية على هذا المهرجان هو هدر للمال العام في ظل الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها الإقليم، وأيضا الجفاف وندرة “المياه”، مطالبة بضرورة تطبيق المحاسبة الصارمة، خاصة أن الإقليم يواجه أزمة غير مسبوقة في المياه وفصل الصيف على الأبواب .
مسؤول بإقليم تنغير، رفض الكشف عن هويته للعموم، أكد أن الملتقى الدولي للورد العطري، الذي ينظم تحت الرعاية الملكية، يلعب دورا مهما في تثمين المنتجات المحلية، وعلى رأسها الورد العطري، وأيضا الإشعاع الإعلامي، موضحا أن هذا الملتقى ليس الوحيد في المغرب، بل هناك مهرجانات وطنية تصرف عليها ميزانيات بالملايير.ودافع المسؤول ذاته عن تنظيم المهرجان، موضحا أن الجفاف لا يمكنه توقيف الأنشطة الثقافية وغيرها…
ودعا المسؤول ذاته الساكنة إلى التعاون من أجل تنمية وتطوير الإقليم، كل من موقعه وبخصوص ما تمت الإشارة إليه بشأن إقصاء فتيات من الترشح إلى مسابقة ملكة الجمال، أكد أن هذا الموضوع ستتم مناقشته مع إدارة المهرجان، لأنه يجب أن يفتح المجال أمام الجميع، خاصة أن الملتقى ممول من المجلس الجهوي والإقليمي وقطاعات عمومية أخرى .