أعلن المغرب رسميًا عن افتتاح معبر حدودي جديد مع موريتانيا، يحمل اسم “معبر أمغالا”، بهدف تعزيز الربط الاستراتيجي مع إفريقيا. يربط هذا المعبر بين مدينة السمارة في جنوب المملكة ومدينة بير أمكرين في شمال موريتانيا. وقد صادقت وزارة الداخلية الموريتانية رسميًا على افتتاح هذا المعبر البري الجديد عبر منطقة بير أمكرين.
يأتي هذا المشروع في إطار الجهود المبذولة لتسهيل الحركة التجارية بين البلدين وتخفيف الضغط على معبر الكركرات، الذي شهد ازدحامًا في السنوات الأخيرة. يبلغ طول الطريق الرابط بين السمارة والحدود الموريتانية 53 كيلومترًا، وقد بدأت الأشغال فيه في فبراير 2024 تحت إشراف القوات المسلحة الملكية. وصل المشروع حاليًا إلى مراحل متقدمة، حيث لم يتبق سوى تثبيت الإسفلت ليكون الطريق جاهزًا للاستخدام.
من المتوقع أن يسهم هذا المعبر الاستراتيجي في تعزيز ربط المغرب بعمقه الإفريقي، وتنزيل مشروع منفذ الأطلسي مع دول الساحل والصحراء. كما يُعتبر هذا الطريق مشروعًا تكميليًا لميناء الداخلة الأطلسي، الذي سيحدث ديناميكية اقتصادية غير مسبوقة بين الأقاليم الجنوبية المغربية والدول الإفريقية، خاصة دول منطقة الساحل. بالإضافة إلى ذلك، سيعزز هذا المعبر موقع المغرب كمحور رئيسي في التجارة الإقليمية والدولية.
تجدر الإشارة إلى أن فكرة إنشاء هذا المعبر تعود إلى سبتمبر 2018، حين أعلن عنها وزير التجهيز والنقل الأسبق عبد القادر عمارة خلال زيارته لجهة العيون-الساقية الحمراء. إلا أن الظروف السياسية والأمنية آنذاك حالت دون تنفيذ المشروع. ومع التغيرات التي شهدتها المنطقة عقب عملية الكركرات في نوفمبر 2020، أصبحت الظروف مواتية لإنجاز هذا المشروع الحيوي.
من المتوقع أن يساهم افتتاح “معبر أمغالا” في تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين المغرب وموريتانيا، وفتح آفاق جديدة للتنمية والتكامل الإقليمي مع دول الساحل والصحراء.