في عملية أمنية دقيقة، تمكنت عناصر الشرطة بمدينة أولاد تايمة، التابعة لإقليم تارودانت، من تفكيك عصابة إجرامية تنشط في مجال ترويج الحلويات المخدّرة، والتي تستهدف بالأساس فئة الشباب والمراهقين.
جاءت هذه العملية إثر تحقيقات معمقة باشرتها المصالح الأمنية، بعد توصلها بمعلومات دقيقة تفيد بتورط مجموعة من الأشخاص في تصنيع وترويج حلويات تحتوي على مواد مخدّرة، يتم ترويجها في الأحياء الشعبية، وبالقرب من المؤسسات التعليمية.
وبعد رصد ومراقبة تحركات المشتبه فيهم، نفذت الشرطة مداهمة ناجحة لأحد المنازل المشبوهة، حيث تم ضبط عناصر العصابة في حالة تلبس، إلى جانب كميات كبيرة من الحلويات المخدّرة الجاهزة للتوزيع، ومواد أولية تدخل في صناعتها، مثل الزبدة ومشتقات الشوكولاتة ممزوجة بمواد محظورة مثل “الراتينج الهندي” المعروف بـ”الشيرا”.
أسفرت العملية عن توقيف ثلاثة أشخاص تتراوح أعمارهم بين 22 و30 سنة، من ذوي السوابق القضائية في قضايا تتعلق بالمخدرات. كما تم حجز هواتف نقالة يُشتبه في استعمالها لتنسيق العمليات وتوسيع دائرة الزبائن، إلى جانب مبالغ مالية مهمة يُعتقد أنها من عائدات هذا النشاط المحظور.
ما أثار قلق المصالح الأمنية والفعاليات المدنية، هو أن هذه العصابة كانت تستهدف المراهقين والتلاميذ عبر تغليف الحلويات بطريقة مغرية، وإيهامهم بأنها حلويات عادية تباع بشكل غير رسمي. وتشير التحقيقات الأولية إلى أن هذه المنتجات تسبب حالة من التخدير والهذيان قد تؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة، خاصة في صفوف صغار السن.
تم وضع الموقوفين تحت تدابير الحراسة النظرية، رهن إشارة البحث الذي تشرف عليه النيابة العامة المختصة، من أجل تحديد كافة الامتدادات المحتملة لهذه الشبكة، والتعرف على مزوديها الرئيسيين، خاصة أن هناك مؤشرات على ارتباطها بشبكات أوسع لترويج المخدرات في المنطقة الجنوبية.
في أعقاب هذه العملية، أطلقت فعاليات مدنية وتعليمية نداءات إلى الآباء والأمهات بضرورة مراقبة ما يستهلكه أبناؤهم من مأكولات مجهولة المصدر، والحرص على توعيتهم بمخاطر تناول أي منتج غير موثوق به، خاصة في محيط المدارس.
كما دعت جمعيات محلية إلى تعزيز الدور التوعوي للمؤسسات التعليمية والإعلام المحلي، من أجل الحد من تنامي هذه الظواهر الجديدة التي تستغل براءة الأطفال والمراهقين، وتخترق صفوفهم بطرق ماكرة.