شهدت العلاقات المغربية السعودية مؤخرًا خطوة عملية جديدة لتعزيز التعاون في خدمة ضيوف الرحمن، حيث أثمر تنسيق مشترك بين سلطات البلدين عن إنهاء معاناة عدد من المعتمرين المغاربة، الذين واجهوا صعوبات في أداء مناسكهم أو في ترتيبات السفر والإقامة داخل المملكة العربية السعودية.
وجاء هذا التنسيق بعد اجتماعات مكثفة بين مسؤولي وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية ونظرائهم في وزارة الحج والعمرة السعودية، إذ تم الاتفاق على آليات جديدة أكثر مرونة لضمان راحة المعتمرين، وتسريع إجراءات استقبالهم، وتسهيل تنقلاتهم بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، إضافة إلى تحسين جودة الخدمات المقدمة لهم، سواء من حيث السكن أو النقل أو الإرشاد الديني.
وأكدت مصادر مطلعة أن التنسيق شمل كذلك معالجة بعض الإشكالات المرتبطة بتأشيرات العمرة، وتنظيم رحلات العودة، مما حدّ بشكل كبير من مشاكل التأخر في المطارات أو الإقامة الاضطرارية بعد انتهاء مدة التأشيرة. كما تم الاتفاق على إنشاء قنوات تواصل مباشرة بين البعثة المغربية والجهات السعودية المختصة للتدخل السريع عند الحاجة.
وقد لاقى هذا التحرك إشادة واسعة من طرف المعتمرين المغاربة، الذين عبروا عن ارتياحهم لتحسن ظروف أداء العمرة هذا الموسم، مقارنة بالسنوات الماضية، مشيدين بالتسهيلات التي منحت لهم سواء على مستوى الاستقبال أو الخدمات الميدانية.
ويأتي هذا الإنجاز ليؤكد مجددًا عمق العلاقات الأخوية بين المملكة المغربية والمملكة العربية السعودية، وحرص قيادتي البلدين على تعزيز التعاون في خدمة قضايا الأمة الإسلامية، وعلى رأسها خدمة الحجاج والمعتمرين، وتوفير كل السبل الكفيلة بجعل رحلتهم الإيمانية ميسّرة ومفعمة بالطمأنينة والسكينة.