في مشهد مؤثر يعكس لطف الأقدار رغم تعنث البشر، تداولت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي قصة الحاج الليبي الذي كادت رحلته إلى الأراضي المقدسة أن تتعثر مرتين، قبل أن تنتهي بنهاية سعيدة ومُلهمة.
كان الحاج الليبي يستعد للسفر إلى الديار المقدسة لأداء فريضة الحج، بعد سنوات من الانتظار والاشتياق. إلا أن سوء التوقيت وبعض الظروف الشخصية تسببت في تأخّره عن موعد إقلاع الطائرة المخصصة لنقل الحجاج من مطار معيتيقة الدولي. ورغم المحاولات، غادرت الطائرة بدونه.
لكن القصة لم تنتهِ عند هذا الحد. بفضل جهود سلطات المطار وتعاون الجهات المعنية، أعيد ترتيب وضع الحاج وتم إدراجه في رحلة لاحقة. إلا أن الحظ العاثر تكرر مرة أخرى، وتأخر مجددًا عن الرحلة الثانية، ليجد نفسه للمرة الثانية واقفًا أمام مدرج الطائرات يشاهد حلمه يبتعد.
غير أن هذا الحاج كان محاطًا بدعوات المخلصين وقلوب لا تعرف اليأس. وفي لمسة إنسانية نادرة، قررت السلطات إعادة الطائرة للمرة الثالثة – في سابقة قلّما تحدث – كي تنقله هو فقط. تحركت الطائرة من مدرجها ثم عادت خصيصًا لتُقل الحاج الليبي الذي لم يفقد الأمل.
مشهد صعوده إلى الطائرة وسط تصفيق الركاب والطاقم أصبح رمزًا للتسامح، والصبر، والتكافل في موسم الحج، حيث تتجلى القيم النبيلة وتُغفر الزلات.
هذه القصة ليست فقط عن طائرة عادت، بل عن قلب كبير، ورحمة، وعناية إلهية أحاطت بحاج مُصرّ على بلوغ بيت الله، حتى ولو تأخر مرتين.