خرج عدد من سكان مدينة العرائش، اليوم، في وقفة احتجاجية حاشدة للتنديد بما وصفوه بـ”عشوائية التسيير” التي تطبع عمل المجلس الجماعي للمدينة، واحتجاجًا على عمليات هدم طالت معالم ومآثر تاريخية تمثل ذاكرة المدينة وهويتها الثقافية.
ورفع المحتجون شعارات قوية تُحمّل المجلس البلدي مسؤولية تدهور الوضع الحضري والمعماري للمدينة، متهمين المسؤولين المحليين بتجاهل مطالب الساكنة والعبث بالإرث التاريخي للعرائش، الذي يُعتبر من أغنى التراثات في شمال المغرب.
وأعرب المتظاهرون عن استيائهم من سياسة الإهمال والقرارات الانفرادية التي أفضت، بحسب تعبيرهم، إلى المسّ بمآثر تاريخية كان من المفروض صونها وتأهيلها عوض هدمها، في ظل غياب رؤية واضحة للتنمية الحضرية المتوازنة والمستدامة.
وقال أحد المشاركين في الوقفة: “لا يُعقل أن تُحوّل العرائش إلى ورش عشوائي باسم التهيئة، بينما يتم تدمير جزء من تاريخها أمام أعين الجميع”، مضيفًا أن المدينة “تُسيَّر بالارتجال والزبونية، دون اعتبار لهوية العرائش ولا لطموحات سكانها”.
وطالب المحتجون بفتح تحقيق جاد في قرارات الهدم التي طالت مبانٍ تاريخية، ومحاسبة كل من تورط في الإضرار بالموروث الثقافي والمعماري للمدينة، كما دعوا وزارة الداخلية ووزارة الثقافة إلى التدخل العاجل لحماية ما تبقى من تراث العرائش.
يُشار إلى أن مدينة العرائش تُعد من أقدم المدن الساحلية في المغرب، وتضم مواقع تاريخية تعود إلى حقب مختلفة، من بينها العصر الروماني والفترة الأندلسية، إلا أن هذه المعالم تواجه خطر الاندثار في ظل غياب حماية فعلية وقرارات مسؤولة.