يعيش سكان دوار الكريعة العرب، التابع لقيادة أولاد محلة بجماعة الكدية، مأساة حقيقية منذ عشرين يوماً بسبب الانقطاع شبه التام للماء الصالح للشرب، في عز فصل الصيف والحرارة المفرطة التي تشهدها المنطقة. هذا الوضع الكارثي تسبب في موجة من التذمر والسخط الشديد في صفوف الساكنة التي وجدت نفسها تتخبط في العطش، وسط صمت مريب من الجهات الوصية، وتجاهل تام لحق أساسي من حقوق الإنسان.
المثير للغضب أكثر أن عرضا لتوفير الماء قُدّم للجمعية المكلفة بالتسيير، لكن تم رفضه بدافع حسابات ضيقة، ضاربين عرض الحائط بحياة الناس وكرامتهم، في استخفاف صارخ ومشين بمصير مئات الأسر. هذا التلاعب المفضوح، الذي تمارسه الجمعية، يؤكد وجود تسيير عبثي يخضع لمصالح شخصية، ولو على حساب معاناة المواطنين الذين يموتون عطشاً في صمت.
هذا الواقع المؤلم أثار استنكار العديد من الفاعلين الحقوقيين، الذين نددوا بشدة بما وصفوه بـ”الجريمة في حق السكان”، خصوصاً وأن المديرية الوطنية للأرصاد الجوية كانت قد نبهت بوضوح إلى موجة حر قادمة، غير أن التحذير قوبل بلامبالاة مطلقة. ما يحدث بدوار الكريعة لا ينسجم مع التوجيهات الملكية التي تدعو إلى توفير حياة كريمة للمواطنين، بل هو دليل على الإهمال والتقصير الخطير الذي يضرب في العمق ثقة السكان في مؤسسات التسيير المحلي.