عرفت وسيلة التواصل الإجتماعي فيسبوك ميلاد مجموعة فيسبوكية معنونة ب”هوارة للجميع”، لتمثل الثقافة الهوارية وأنماط العيش داخل القبائل، فكانت البداية من التعريف بالفلكلور الهواري لتنتقل بعدها إلى أن أخدت على عاتقها مهمة التضامن والتكافل ، و إيماننا منها في مد يد المساعدة والتآزر ، بين مختلف شرائح المجتمع ، سواء في منطقة هوارة، أو من مختلف بقاع المغرب وخارجه.
ويرجع تأسيس المجموعة إلى ثمانية من الشباب الملقبون ب “اليتامى”، لترجمة مبدأ التضامن على المستوى الواقعي و مساعدة المحتاجين، لتجد البادرة الدعم من الآخرين لينضمو للمجموعة وتكبر لتتجاوز 30 ألف عضو في وقت قياسي.
فصل الشتاء، فرصة للجمعيات المدنية في المغرب، لتنظيم رحلات وحملات إنسانية، من المدن المركزية، إلى القرى الهامشية في أعالي الجبال.
ها قد جاء فصل الشتاء ، خصوصا المناطق النائية أو يسمى بالمناطق الجبلية، أخدت أعضاء المجموعة المبادرة لمد جسور التواصل والتعاون ، ومساعدة سكان الجبال لتجاوز محنتهم، في مواجهة الظروف الباردة، ويعاني سكان تلك المناطق من قسوة البرد والثلوج، ونقصان مقومات العيش، ما يجعل تلك الحملة رسالة تضامن اجتماعي بين أبناء الوطن.
ويعرف الشتاء، نشاط العديد من الجمعيات، من خلال إطلاق إعلانات وحملات جمع التبرعات العينية والنقدية من الأفراد، ليتم إرسالها بعد ذلك إلى سكان المناطق النائية.
هذا و قد اهتدت “مجموعة هوارة” إلى الأخد بالمبادرة واعتماد التجهيز لزيارة أحد دواوير إقليم تارودانت، المسى ب “نايت براهيم”، لتنطلق حملة جمع التبرعات كل حسب استطاعته من مواد عينية ومساهمات مادية، معلنين تضامنهم اللامطلق واللامشروط مع أبناء الوطن الذين يعيشون في أماكن تتميز بصعوبة المسالك للوصول إليها.
كما أن نزول الأمطار القوية والثلوج الموسمية، تتسبب في قطع الطرقات البدائية، ما يضطر المواطنين قسرا للانقطاع عن العالم الآخر.
وقد شهد النشاط الذي نظم يومه الأحد 9 يناير ، زيارة وفدا من أعضاء ومنخرطي المجموعة، إلى الدوار المذكور، لتقديم مساعدات استفاد منها أزيد من 40 تلميذا ، إضافة إلى 26من رجال ونساء المنطقة .
ويصرح أحد النشطاء الملقب ب “فاعل خير” حول مسار الرحلة، بالقول: “قضينا 5 ساعات بين الطرقات، منها 3 ساعات في منعرجات مرتفعة خطيرة، لأن الطرق غير معبدة، والوصول إلى الوجهة ليس سهلاً، لكن الطموح كان أقوى من العقبات”.
ويضيف: “وصلنا إلى الدوار، هناك حيث المرأة القوية التي تسهر على تدبير شؤون القرية، لأن الرجال يسافرون إلى المدن البعيدة عن قريتهم للبحث عن لقمة العيش”.
ويوضح “فاعل خير”، إلى أن “الحملة لم تقتصر على المساعدات الإنسانية، بل تضمنت ملابس و رسم لوحات جدارية على أقسام المدرسة، وصباغة الطاولات وتوفير مستلزمات دراسية ، كما وهبت المجموعة صيدليتين مجهزتان بأدوية و مستلزمات للإسعافات الأولية “.
وأضاف في الأخير: “هذه الحملات والجهود لزرع روح التضامن والتكافل الاجتماعي بين كل مكونات بلدنا، والالتفات إلى فئات فقيرة هشة، تسكن في أعالي الجبال، قدرها ذلك، لكن المشترك بيننا هو أن نكون جسدا واحدا”.