حوار أدبي مع القاص سعيد رضواني

0 minutes, 4 seconds Read

حاوره :كمال العود

1- من هو سعيد رضواني؟ لا أعرف نفسي خارج عالم الكتابة، ولا أستطيع التعرف علي إلا بالكلمات. عدا هذا تبقى كل صوري ومجسماتي التي أشاهدها في المرايا ناقصة إذا لم تطعم بالجمل، فعند كتابتي لجملة ما أعي نفسي جيدا وأعرف أني أقمت في ذهني زنازن للتعابير التي أبدعها كي تنقذني من المشانق الاجتماعية. هذا أنا لو لم أمارس الكتابة لمارست أمورا كثيرة ربما حشرت بسببها في زنزانة. سعيد رضواني لا شيء دون كتابة. 2- كيف أتيت إلى عالم الكتابة؟ وما هي العراقيل التي واجهتك وأنت تصنع لك اسما في المشهد الثقافي؟ لا أذكر أني أتيت إلى عالم الكتابة، ربما تنفستها مع الهواء إذ كنت مسحورا بالحروف قبل أن أتعلمها في المدارس. فكتب إخوتي الأكبر مني لم تكن تفارقني. كنت أتصفح رسوماتها وأحرفها. وبعدما تعلمت قراءة أحرفها سحرتني حكاياتها، وهكذا وجدتني مفتونا بالحكايات وبعدها بحكايات من ابتكاري. 3- ما رأيك في واقع الثقافة المغربية، وخاصة في ظل وباء كوفيد 19؟. ما يطفو على المشهد قد يبدو ركودا ولكن باطنه قد يكون ضد ما يبدو. من يدري. ربما هناك أعمال رائعة من ناحية الكيف وكثيرة من ناحية الكم تنشأ في هذا الجو المشحون بالغموض. 4- عرفت القصة تراجعا كبيرا مقارنة مع الرواية، خاصة بعد هجرة ثلة من أقلامها إلى أجناس أدبية أخرى؟ القاص سيبقى قاصا، ومن جرب كتابة القصة سيظل وفيا لها ومهما ابتعد سيعود. وأغلب القصاصيين إذا كتبوا الرواية سيكتبونها بنفس قصصي. كاتب القصة يستطيع كتابة الرواية لكن العكس صعب تحققه إلا في حالات نادرة. 5- شهدت القصة تحولات هامة، وتفرعت منها عدة أشكال خاصة “القصة القصيرة جدا” التي عرفت انتشارا كبيرا. كيف تنظر إلى هذا الانتشار؟ وكيف تقرأ مستقبله؟ خارج الأجناس المتعارف عليها كالرواية والسيرة الذاتية والقصة القصيرة، لا أتذوق أي حكي آخر بنفس الطريقة التي أتشرب بها هذه الأجناس. قد تكون هناك أعمال رائعة لكني أتلقاها ككتابات خارجة التجنيس، إذ لم ترسم بعد في ذهني حدود الأجناس الأخرى بكيفية واضحة. 6- صدرت لكم مجموعة قصصية بعنوان “مرايا” في ثلاث طبعات، ما أقرب وأنجح الطبعات إلى نفسك؟ وما القيمة التي أضافتها كل طبعة إلى تجربتك؟ كل الطبعات حققت صدى جيدا، وستبقى الطبعة الأولى أقربها إلى قلبي. كل طبعة أضافت ما أضافته ولعل أجمل إضافة هي شعوري بأن القراء مهما ادعينا نذرتهم فإنهم موجودون ومستمرون. 7- تتصدر مجموعتك “مرايا” تقديما من إنجاز شيخ القصة أحمد بوزفور، هل ساهم التقديم في انتشار العمل؟ تقديم سي أحمد بوزفور لمجموعتي شكل منعطفا حاسما في مسيرتي الإبداعية، وأنا بعده لست كما قبله، أصبحت أتهيب النشر وإن كنت أكتب كثيرا. بعد تقديم سي أحمد بوزفور أصبحت مسؤولا عن كل كلمة سأنشرها. ولذلك لم أستعجل النشر إلا إذا كنت واثقا من أنني سأتجاوز ذاتي ولن أكررها. 8- تعتمد أسلوبا فنتازيا في قصصك، وتداخلا بين الأزمنة والأمكنة كيف سلكت هذا المنحى السردي؟ الكتابة الفانطاستيكية كانت دائما تسحرني منذ أن تعرفت عليها في أعمال إدغار ألان بو وهوغمان وفرانز كافكا وخورخي لويس بورخيس وخوليو كورتازار وغيرهم، ولأني لم أشأ أن أجعل أحداث قصصيي فنتاستيكية كما فعلوا جعلت السرد الذي أعتمده يسلك مسارا فانتاستيكيا. 9- لو تعين عليك اختيار قصة واحدة من مجموعتك “مرايا”، أيهما تختار؟ ولماذا؟ لا أستطيع اختيار قصة واحدة لأن المجموعة تكمل بعضها البعض وكنت أشعر بها وأنا أكتبها. 10- ما الإضافة التي شكلتها الترجمة الفرنسية إلى المجموعة، وكيف تلقاها القارئ الفرنسي؟ تزامن إصدار الترجمة الفرنسية مع وقوع العالم ضحية جائحة كورونا ومع ذلك كان الإقبال عليها جيدا وقد كتبت عنها بعض القراءات النقدية وأتمنى بعد الجائحة أن يكون لها صدى أفضل. 11- غاب اسم سعيد رضواني عن المشهد الثقافي لسنوات طويلة، ما الذي تغير؟ وهل تمكنت من العودة بسهولة إلى مكانتك قبل الغياب؟ في مجتمعنا الأدب لا يغير حياتنا الاجتماعية للأفضل إلا في حالات نادرة وأنا ظروف عملي كانت سيئة فأخذت مساحة زمنية لتحسين هذه الظروف وطبيعتها. والحمد لله توفقت في ذلك. وخلال هذه المدة لم أتوقف عن الكتابة وإن توقفت عن النشر. 12- بعد مجموعتك الأولى، ما المشروع الأدبي الذي تعمل عليه حاليا؟ تمهيدا للعمل الذي سيصدر لي خلال الأيام القادة تصالحت مع مواقع التواصل التي كنت هجرتها، وهو صلح أردت أن أعرف من خلاله مستجدات الساحة الثقافية وتدارك ما فاتني. 13- ما ظروف لقائك بمحمد زفزاف؟ كنت أعمل بأحد الجرائد وكلفني المدير أنا وزميل لي في العمل اسمه عزيز فرحات بإجراء حوار مع الكاتب الكبير محمد زفزاف. وعندما عرفنا محمد زفزاف بجريدتنا ضحك معلقا على مقال كان قد نشره المناضل الراحل عبد الله كمون عنونه برد على محمد زفزاف وكان تعليق الكاتب الكبير هو : گولو لعبد الله كمون گالك الفقيه بعد منو (قالها مازحا). طبعا كان محمد زفزاف يمزح. ومنذ ذلك اللقاء واظبت أنا وصديق العمر المبدع الرائع حميد الهجامي على زيارته نمده خلال كل زيارة بما نكتبه من قصص وكان رحمه الله يشجعنا على الكتابة والنشر. 14- يتساءل القراء، دوما، عما ينتظرونه من كتابهم المفضلين.. أنا بدوري، أسألك: ماذا تنتظر من قارئك؟- لا أنتظر شيئا من قرائي وقراء غيري من المبدعين سوى أن تتضاعف أعدادهم. 15- كلمة أخيرة. أشكرك كثيرا أيها المبدع الجميل سي كمال العود، وأتمنى لك مسيرة أدبية موفقة وفي مستوى رقيك وحجم طيبتك.

ذات صلة