دكار – افتتحت اليوم الإثنين بديامنيديو (30 كلم عن دكار) الدورة التاسعة من المنتدى العالمي للماء، تحت شعار “الأمن المائي من أجل السلام والتنمية“، بمشاركة وفود من المسؤولين والخبراء من أزيد من مائة دولة من بينها المغرب.
وجرى حفل الافتتاح الذي ترأسه الرئيس السنغالي الرئيس الدوري للاتحاد الإفريقي ماكي سال، على الخصوص بحضور رؤساء الكونغو دونيس ساسو نغيسو وموريتانيا محمد ولد الغزواني وغينيا بيساو عمر سيسوكو إمبالو ورئيسة إثيوبيا سوهل وورك زودي ورئيس المجلس العالمي للمياه لويك فوشو ورئيس مجموعة البنك لدولي دافيد مالباس والمديرة العامة لليونيسكو أودري أزولاي والعديد من الشخصيات.
ويمثل المغرب في هذا المنتدى الذي يستمر إلى غاية 26 مارس الجاري، السيد نزار بركة وزير التجهيز والماء على رأس وفد كبير يضم العديد من الخبراء والمسؤولين.
ويعد هذا المنتدى الذي يشارك فيه رؤساء دول وحكومات ومسؤولو المنظمات الدولية والإقليمية والأكاديميون، محطة بارزة للنقاش والتبادلات بشأن مختلف القضايا المتعلقة بالمياه، إحدى الانشغالات العالمية الراهنة خصوصا في القارة الإفريقية التي تعاني الجفاف والتصحر.
وتتمثل إحدى المحطات البارزة في هذا المؤتمر العالمي، في تسليم جائزة الحسن الثاني العالمية الكبرى للماء، وهي الجائزة التي تستكمل هذا العام سنتها السابعة.
وجائزة الحسن الثاني العالمية الكبرى للماء، التي أحدثت في مارس 2000، مبادرة تقودها المملكة المغربية بالاشتراك مع المجلس العالمي للمياه، تكريما للمغفور له جلالة الملك الحسن الثاني، على رؤيته المستنيرة واستراتيجيته الحكيمة في الإدارة المتكاملة والمستدامة لموارد المياه.
ويعتبر هذا المؤتمر الأول من نوعه الذي ينظم في إفريقيا جنوب الصحراء. حيث يسعى المنظمون أن تصدر عنه قرارات قوية لتحسين الوصول إلى المياه والتطهير ومعالجة الندرة وقضايا التغيرات المناخية التي تلقي بتحديات كبيرة على مختلف الدول الإفريقية بالخصوص.
ومن هنا أهمية هذا المؤتمر العالمي الذي يعرف مشاركة رؤساء دول وحكومات، ومؤسسات دولية ومنظمات من المجتمع المدني، لبحث سبل معالجة الاختلالات الراهنة في مجال المياه والوصول إليها، وتعزيز السياسات الوطنية بشأن حصول الجميع على المياه والتطهير.
وتتمثل هذه الرؤية في خارطة طريق ذات أربع أولويات، هي الأمن المائي والتطهير، والمياه والتنمية القروية والتعاون والأدوات والوسائل، بما في ذلك القضايا المتعلقة بالتمويل والحكامة وإدارة المعرفة والابتكارات.
ويسعى المنتدى ليكون “منصة للتعبير عن مواقف جميع الأطراف في المجتمعات المحلية (بما في ذلك النساء والشباب والمزارعين والرعاة والصيادين)، بما يساهم في التحول النوعي للحياة اليومية للسكان وتحسين أداء القطاعات الإنتاجية”.
ويتم تنظيم هذا المؤتمر بشكل مشترك من قبل المجلس العالمي للمياه والبلد المضيف، كل ثلاث سنوات، بهدف زيادة أهمية الموارد المائية في جدول الأعمال السياسي للحكومات، وتعميق المناقشات، وتبادل الخبرات للتحديات الحالية وصياغة مقترحات ملموسة للقطاع.
وفي رسالة بالمناسبة نشرت بالموقع الرسمي للمؤتمر دعا الرئيس السنغالي، ماكي سال، إلى “جعل الحق في الوصول الى الماء، حقيقة معاشة في كل مكان عبر العالم”.
وأضافت رسالة ماكي سال “على الرغم من وباء كوفيد 19، ظلت السنغال ثابتة في استعدادها والتزامها بالترحيب بالمجتمع الدولي في دكار، من أجل وضع موضوع المياه في جوهر السياسات الدولية، ولبناء آليات استجابة فعالة في مواجهة الأزمات متعددة الأوجه، وبناء عالم مرن ومزدهر ومستقر بعد كوفيد -19”.
أما لويك فوشون، رئيس مجلس المياه العالمي، فاعتبر أن هذا المؤتمر هو “منتدى عالمي ولكنه أيضا منتدى إفريقي وسنغالي”.
وأضاف أن المجلس العالمي للمياه الذي يضم ما يقرب من أربعمائة عضو ، ودولة ، وبرلمانات ، وحكومات محلية ، وسلطات أحواض ، وأيضا منظمات غير حكومية وشركات وجامعات ، وجمعيات علمية ومهنية، أراد أن يعقد على أرض جنوب الصحراء الكبرى لأنه في إفريقيا أكثر أكثر من أي مكان آخر يحتاج الأطفال والنساء والرجال إلى حلول لقضايا المياه.
ونظمت النسخ السابقة في مراكش (1997) ولاهاي(2000) وكيوتو وأوساكا (2003) ومكسيكو سيتي(2006) واسطنبول (2009) ومرسيليا (2012) ودايجو بكوريا الجنوبية (2015) وبرازيليا (2018).
-وكالات-