الصحراء المغربية.. دعم مدريد لمخطط الحكم الذاتي يعكس عزلة الجزائر غير المسبوقة (محلل سياسي)

0 minutes, 0 seconds Read

باريس – أكد المحلل السياسي مصطفى طوسة، أن الموقف الإسباني الجديد الذي يعترف بأن مخطط الحكم الذاتي المغربي هو الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية لحل النزاع حول الصحراء المغربية، “يعكس درجة العزلة والانطواء غير المسبوقة التي تعاني منها الجزائر”.

وكتب مصطفى طوسة في تحليل نشر على موقع “أطلس أنفو” أن “العراب العنيد لانفصاليي +البوليساريو+، الجزائر تواصل الإبحار ضد تيار التاريخ والجغرافيا والدبلوماسية العالمية”.

وحسب السيد الطوسة، فإن دعم الجزائر للميليشيات الانفصالية ليس له أهداف أخرى سوى إضعاف المغرب والإبقاء على حالة التوتر في المنطقة.

وأشار الخبير السياسي إلى أن “النظام الجزائري لم يعد يعرف وجهته، غارق في التناقض والمواقف المتعارضة”، مضيفا أنه من ناحية، يدعي في جميع المحافل الدولية بأنه ليس طرفا في هذا الملف، ومن ناحية أخرى، يستدعي على عجل سفيره في مدريد بعد رسالة الدعم لسيادة المغرب على الصحراء، التي وجهها رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس.

وسجل أن تأثير كرة الثلج على المشهد الأوروبي الذي أعقب المنعطف الكبير في الموقف الإسباني أكد عزلة الجزائر الكبيرة، بعدما أكدت العديد من الدول دعمها وانخراطها في مخطط الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب.

وأضاف أنه بعد الولايات المتحدة والعالم العربي والأمم المتحدة، أيدت دول الاتحاد الأوروبي المقاربة المغربية، ما جعل النظام الجزائري، “الذي طالما اختبأ وراء ذرائع كاذبة حتى لا يتحمل مسؤولياته، يجد نفسه في في ورطة”.

وأوضح “اليوم، ولو على المستوى السياسي والدبلوماسي، تقر الجزائر بالهزيمة كما يكشف ذلك صمتها الطويل وردود أفعالها السطحية من خلال استدعاء سفيرها في مدريد، كما أن وسائل إعلامها المحاصرة التزمت موقفا انطوائيا.

وشدد على أن رفض رؤية الواقع كما هو ترافقه رغبة في التشبث بالأوهام والأكاذيب، ملاحظا أن عزلة النظام الجزائري تتجلى، أيضا، في عجزه المزمن عن تنظيم قمة جامعة الدول العربية.

ولفت إلى أن “هذه القمة التي كان من المقرر عقدها مبدئيا في الفاتح من نونبر بالتزامن مع حدث وطني، لم يعد من المؤكد انعقادها في الجزائر، مبرزا “انعدام ثقة الدول العربية القوي في النظام الجزائري المتسم بالمزاجية وعدم الاستقرار المزمن”.

وأكد أن الحالة المزاجية هذه كانت بلا شك وراء فقدان الثقة لدى السلطات الإسبانية التي وقفت على مدى استخفاف هذا النظام بمسألة حيوية وهيكلة من أجل السلام في المنطقة والمتمثلة في تجارة وتوزيع الغاز، مشيرا إلى قلق متزايد يترسخ في الأذهان.

وتساءل عما إذا كان هذا النظام الجزائري العالق من كل الجهات، لا يتفاعل بالذكاء التي يستلزمه الوضع، قد يكون من الواجب الخوف من استفزازاته الرامية إلى محاولة خلط الأوراق والتحالفات الجديدة ؟ استفزازات مباشرة أو موكولة لميليشيات +البوليساريو+ المسلحة.

وأوضح المحلل السياسي أن مجموعات تفكير تتقاسم، على نطاق واسع، هذا القلق، وتحذر من تصعيد عسكري مستقبلي كرد فعل لا مفر منه لهذا النظام، مضيفا أن هذا القلق يعكس عدم قدرة النظام العسكري الجزائري على تغيير إيديولوجياته المؤسسة، أي كونه عاملا دائما من عوامل الانقسام وعدم الاستقرار، مدفوعا برغبة متخيلة إلى حد كبير في السلطة والهيمنة”.

وخلص إلى أنه “أكثر من أي وقت مضى، ولأن أعلى درجات العزلة التي تجتازها السلطات الجزائرية يمكن أن تتسبب في انزلاقات تخرج عن السيطرة، ينبغي للحلفاء الأوروبيين والأمريكيين والعرب، وكلهم قلقون بشأن التطورات المحتملة، أن يوجهوا لهذا النظام رسالة واضحة بشأن تصوراتهم لموازين القوى الجديدة وإلا الانزواء على هامش المجتمع الدولي.

-وكالات-

ذات صلة