القدس – عبر وفد بلجيكي يضم فاعلين سياسيين وجمعويين وأساتذة جامعيين وطلبة ومدرسين ، اليوم الثلاثاء بمدينة القدس ، عن تقديره للعمل الإنساني الذي تقوم به وكالة بيت مال القدس الشريف في المدينة المقدسة .
وجاء ذلك خلال زيارة الوفد لمقر مرصد ” الرِّباط ” للملاحظة والتتبع والتقويم في القدس ، التابع لوكالة بيت مال القدس الشريف ، وذلك في إطار النسخة الرابعة من الرحلة الدراسية التي دأبت جمعية ” أنشطة في البحر الأبيض المتوسط ” على تنظيمها لفائدة مجموعات من الفاعلين السياسيين البلجيكيين والطلاب والمدرسين إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية ، لتمكينهم من فهم أفضل للصراع العربي الإسرائيلي .
وعبرت رئيسة جمعية ” أنشطة في البحر الأبيض المتوسط ” ، سيمون سيسكيند ، وهي عضو سابق بالبرلمان البلجيكي ، عن شكرها للاستقبال المتميز الذي خصت به وكالة بيت القدس الشريف في القدس للوفد البلجيكي ، مبرزة أن زيارة الوفد لمرصد “الرباط ” شكلت فرصة رائعة للإطلاع على ما يقوم به المغرب من جهود في المجال الإنساني بوجه خاص في القدس.
وأشارت إلى أن الجمعية دأبت ، منذ عام 2014 على تنظيم هذه الرحلة لمحاربة أحكام القيمة والصور النمطية والأخبار الزائفة ، من خلال تمكين مجموعات من الشباب والشابات من الالتقاء مع أقرانهم والاستماع إلى وجهات النظر المختلفة.
من جهتها ، أشادت سعاد بوشهرة ، عضو في جمعية “أنشطة في البحر الأبيض المتوسط ” ، بالأعمال الاجتماعية التي يقوم بها المغرب في القدس ولفائدة المقدسيين عن طريق وكالة بيت مال القدس ، فضلا عن جهوده السياسية من أجل التوصل لتسوية للصراع الإسرائيلي الفلسطيني .
وأشارت في هذا الصدد ، إلى المنح التي يقدمها المغرب لفائدة الطلبة الفلسطينيين لمساعدتهم على اتمام دراستهم ، ودعم التعليم في القدس والأراضي الفلسطينية ، مشيرة إلى أن مرصد ” الرباط ” يعكس هذه الصورة المشرقة عن العمل الإنساني النبيل الذي تقوم به المملكة في دعم القضية الفلسطينية وصمود المقدسيين.
من جهته ، اشاد حسن حميدوش ، بلجيكي من أصل مغربي ، منسق الرحلة الدراسية ، بالجهود التي تقوم بها وكالة بيت مال القدس منذ سنوات في القدس وعملها على استفادة المقدسيين من خدمات اجتماعية في المستوى.
من جانبها ، أعربت فاطمة الزهراء خيار ، فاعلة جمعوية وصيدلانية ، عن اعجابها الكبير بالجهود الجبارة التي يبذلها المغرب من أجل جمع الأشخاص وتوحيدهم تشجيعا لثقافة الحوار والتعايش.
وقالت إن المغرب حاضر بالقدس وعلى امتداد سنوات الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ، من أجل المساهمة في جهود إرساء سلام عادل في المنطقة .
وشكلت هذه الزيارة مناسبة اطلع خلالها المشاركون في الرحلة الدراسية للإطلاع على الأدوار التي تقوم بها الوكالة ، التابعة للجنة القدس ، برئاسة صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، في إشاعة قيم التقارب والحق في العيش المشترك في المدينة المقدسة.
وتم خلال هذه الزيارة التي شارك فيها أزيد من 50 شخصا ، تقديم عروض وأفلام عن البرامج والمشاريع التي تنفذها الوكالة ، في إطار اختصاصاتها ، لحماية القدس والحفاظ على موروثها الديني والحضاري المتعدد ، ودعم سكانها في مجالات التربية والتعليم والصحة والإعمار ، وبرامج التنمية البشرية وشؤون المرأة والشباب والطفولة ، ومشاريع المساعدة الاجتماعية الموجهة للفئات المقدسية في وضعية الحاجة.
ويشمل برنامج هذه الرحلة لقاءات التبادل ودورات تدريبية وورشات تعليمية عن تاريخ الأديان والتنوع الثقافي ، تُمكن المشاركين من الفهم الصحيح للسياق التاريخي لبروز وتطور الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
يذكر أن جمعية “أنشطة في البحر الأبيض المتوسط ” تأسست سنة 1995 ببلجيكا ، وهي منظمة غير حكومية تعمل على التئام شباب من جميع شرائح المجتمع البلجيكي لتشجيعهم على الحوار بشكل أكبر من أجل بناء مستقبل مشترك.
ويتم اختيار الشباب من طلاب المدارس مع مراعاة الطبيعة متعددة الثقافات لبلجيكا، وتنوع سكانها، لا سيما من أصل مهاجر. وقد نجح هذا المشروع في جمع أكثر من 260 طالبا من جميع الأصول ومن خلفيات اجتماعية واقتصادية وثقافية مختلفة، بمشاركة 50 مدرسا ومدرسة.