في صباح يوم أمس الجمعة، تم تقديم عدد من الأطباء الداخليين والمقيمين، بالإضافة إلى طلبة الطب الذين اعتقلوا أمس نتيجة احتجاجهم أمام المستشفى الجامعي ابن سينا بالرباط. وعقب اعتقالهم أمس وإطلاق سراحهم في الليلة نفسها، تابعهم وكيل الملك في حالة سراح. احتجاجاتهم تسببت في دعوة لإقالة حكومة أخنوش، خاصة وأن تفريقهم جاء على نحو عنيف وعلى امتداد مختلف مناطق المغرب، مما أدى إلى استنزاف خزينة الدولة بملايين الدراهم شهريًا.
التعامل العنيف من قبل حكومة أخنوش مع احتجاجات أطباء المستقبل لن يمر دون مقاومة، خاصة بعد انتشار مشاهد عنف غير مسبوقة تعرض لها طلبة احتجوا بطريقة سلمية، دون خراب أو كسر، ومع العلم بضرورة احترام حقهم في الاحتجاج والإضراب.
من المقرر محاكمة هؤلاء الأطباء والطلبة في الثالث والعشرين من شهر أكتوبر المقبل. تضامن معهم جل المغاربة، وتم تأسيس عرائض لدعمهم والمطالبة بحمايتهم من التعنيف الجسدي واللفظي.
التدخل الأمني الهمجي ضد أطباء الغد أثار استياءً واسعًا في أوساط المجتمع المدني وخاصة رواد التواصل الاجتماعي، الذين أعربوا عن احتجاجهم واستنكارهم لأعمال العنف، بما في ذلك فيديو يُظهر شرطيًا يصفع طالبة.
من يأمر بتعنيف طلبة قدموا أجمل سنوات حياتهم من أجل التعليم والتحضير ليصبحوا مواطنين نافعين، بينما يتعامل المخربون بكل احترام، يثير تساؤلات.
في ظل هذه الأحداث والدماء، لا يمكن تجاهل مشهد شرطي يُقبّل رأس والدة طالب طب، الذي أثار إعجاب المغاربة واعتبروه مثلاً يجب أن يتبعه المغرب اليوم، كما يجب على المغرب أن ينسجم مع مفهوم السطلة الجديد الذي أطلقه الملك منذ توليه مقاليد الحكم.