في مشهد مأساوي يكشف عن الواقع القاسي الذي يعيشه سكان القرى النائية بجبال أزيلال، اضطر سكان إحدى القرى إلى نقل سيدة حامل على ظهر نعش مخصص للأموات بسبب غياب الطرق المؤهلة ووسائل النقل المناسبة. الحادثة، التي انتشرت صورها على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تسلط الضوء على المعاناة اليومية التي يواجهها سكان هذه المناطق، خصوصاً في أوقات الأزمات الصحية.
السيدة الحامل كانت تعاني من آلام شديدة تتطلب تدخلاً طبياً عاجلاً، إلا أن غياب مستشفى قريب وطرق مناسبة حال دون وصول سيارة إسعاف إلى المكان. أمام هذا الوضع، لم يجد السكان بديلاً سوى الاعتماد على النعش، الذي استُخدم كوسيلة لحملها على الأكتاف وقطع مسافة طويلة سيراً على الأقدام للوصول إلى أقرب نقطة يمكن فيها نقلها إلى المستشفى.
هذه الحادثة أعادت إلى الواجهة النقاش حول هشاشة البنية التحتية الصحية في المناطق الجبلية والريفية. سكان المنطقة عبروا عن استيائهم من غياب الاهتمام الرسمي بهذه المناطق، التي تعاني من نقص في المستشفيات، الطرق، ووسائل الإسعاف، ما يجعل حياة المواطنين عرضة للخطر بشكل يومي، خاصة النساء الحوامل والمرضى ذوي الحالات الحرجة.
من جهتها، دعت فعاليات حقوقية ومدنية إلى ضرورة التحرك العاجل لمعالجة هذه الاختلالات، مطالبة بتخصيص موارد إضافية لتحسين وضع الخدمات الصحية والبنية التحتية بهذه المناطق. كما شددت على أهمية توفير وسائل نقل مهيأة لتلبية احتياجات سكان الجبال، خاصة في الظروف المناخية القاسية.
في المقابل، أكدت مصادر رسمية أنها بصدد إطلاق خطط لتحسين ظروف العيش في المناطق النائية، متعهدة بتوفير وحدات طبية متنقلة وإنشاء طرق جديدة تربط القرى بالمراكز الحضرية.
غير أن هذه الوعود، بالنسبة لسكان المنطقة، قد لا تكون كافية ما لم تتحول إلى إجراءات ملموسة على أرض الواقع، تضمن الكرامة والحق في الرعاية الصحية لجميع المواطنين، بغض النظر عن مكان إقامتهم.