عادت ظاهرة الشغب لتطفو من جديد على سطح كرة القدم الوطنية، بعد تسجيل أحداث مؤسفة في عدد من الملاعب، ما دفع الحكومة إلى رفع منسوب التنسيق بين مختلف القطاعات المعنية من أجل التصدي لهذه الآفة التي تهدد أمن وسلامة المواطنين. وفي هذا السياق، كشف محمد سعد برادة، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، عن مخطط مشترك يجري تنفيذه بمشاركة الدرك الملكي والأمن الوطني والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، بالإضافة إلى جمعيات المجتمع المدني، في خطوة تعكس جدية الدولة في مواجهة هذه الظاهرة.
وأوضح الوزير، خلال جوابه عن سؤال برلماني للنائب إبراهيم أعبا، أن الاستراتيجية الموضوعة لمكافحة الشغب تتضمن سلسلة من الإجراءات الاحترازية التي تم الشروع في تنفيذ بعضها، بينما توجد إجراءات أخرى قيد التفعيل. ومن بين هذه التدابير، تطبيق مقتضيات القانون رقم 09.09 الخاص بتتميم مجموعة القانون الجنائي، والذي يمنح السلطات صلاحيات أوسع للتعامل مع مثيري الشغب بحزم وصرامة، بهدف إعادة الانضباط إلى الملاعب.
كما تشمل الإجراءات الجديدة، بحسب تصريح الوزير، تعديل القانون لمنع القاصرين غير المرافقين من دخول الملاعب، مع تحميل أولياء الأمور مسؤولية أفعال أبنائهم، وهو ما يندرج في إطار مقاربة شاملة تستهدف تفكيك بؤر الشغب قبل وقوعها. وقد أوقفت مصالح الأمن بالدار البيضاء مؤخرا مجموعة من القاصرين المشتبه في تورطهم في أعمال تخريب أعقبت مباراة كروية، في تأكيد على بدء تفعيل هذه الإجراءات على أرض الواقع.
