عاشوراء تتحول إلى فوضى في سلا: من فرحة الأطفال إلى رعب الساكنة”

0 minutes, 0 seconds Read

تحولت أجواء الاحتفال بعاشوراء، التي يفترض أن تكون مناسبة للفرح والبهجة، إلى مشاهد رعب وفوضى حقيقية في أحد أحياء مدينة سلا، ليلة أمس. ما بدأ كلعب أطفال سرعان ما تصاعد إلى أعمال عنف وشغب خطير، حيث أقدم مجموعة من القاصرين على إشعال عجلات مطاطية في وسط الشارع، وسط دخان كثيف وضجيج القنابل المدوية التي حوّلت الحي إلى ما يشبه ساحة حرب.

الساكنة تفاجأت بتصعيد غير مسبوق في التصرفات الطائشة، فلم يكن الأمر مجرد “شعالة” كما جرت العادة، بل مهرجان نار وأصوات انفجارات تسببت في حالة من الذعر، خصوصاً لدى الأطفال والمسنين. ومع وصول عناصر الأمن والقوات المساعدة لمحاولة تهدئة الأوضاع، تفجرت الأمور أكثر، إذ تعرّضت هذه العناصر للرشق بالحجارة والزجاجات من طرف مجموعة من الشباب الخارجين عن السيطرة.

الخطير في الأمر أن مثل هذه السلوكيات لم تعد مجرد مظاهر “احتفالية” بل تحوّلت إلى تهديد حقيقي لأمن المواطنين، ولسلامة رجال الأمن أنفسهم، الذين باتوا يتعاملون مع فئة لا تتردد في العنف والمواجهة.

وبينما ينتظر الجميع أن تتحمّل الأسر مسؤوليتها في تربية الأبناء، نجد بعض الأمهات، في اليوم التالي، يرفعن شعارات المظلومية: “ولدي مظلوم”، “ولدي ما دار والو”، متناسين أن غياب التربية والانضباط هو ما أوصل الأمور إلى ما هي عليه.

عاشوراء لم تعد كما كانت.. والاحتفال بها بهذه الطريقة العنيفة ليس من قيمنا ولا من ديننا. المطلوب اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، تدخل جماعي من الأسر، المجتمع المدني، والمؤسسات الأمنية والتربوية لإيقاف هذا الانزلاق الخطير. الشارع لا يرحم، وإذا استمرت الأمور بهذا الشكل، فالعواقب ستكون وخيمة على الجميع.

الله يحفظ هاد البلاد وأولادها، ويهدي شبابنا لما فيه الخير.

ذات صلة