تعيش مدينة تارودانت في الآونة الأخيرة على وقع تزايد ملحوظ لعدد من المهاجرين غير النظاميين القادمين من دول إفريقيا جنوب الصحراء، والذين يتوزعون في الشوارع والساحات العامة في ظروف إنسانية صعبة، خاصة مع موجات الحر الشديد التي تعرفها المنطقة. مشاهد يومية تعكس حجم المعاناة، بينما تلتزم السلطات المحلية والمجلس الجماعي صمتاً يثير الكثير من التساؤلات حول غياب أي خطط أو مبادرات لمعالجة الوضع.
ورغم أن الظاهرة لم تعد جديدة، إلا أن تعامل المجتمع المدني والجمعيات الحقوقية معها ما زال محتشماً، في وقت يُفترض أن تكون هذه الهيئات جسراً لتقديم الدعم القانوني والإنساني، وإيجاد حلول تحفظ كرامة هؤلاء الأشخاص وتضمن لهم الحد الأدنى من الحقوق الأساسية. لكن، الواقع يقول إن الدور شبه غائب، والنتيجة استمرار نفس المشهد المؤلم.
وفي ظل غياب المقاربة الإنسانية وترك هؤلاء المهاجرين لمواجهة قسوة الشارع، تتفاقم المخاطر الصحية والاجتماعية، وتزداد معاناتهم يوماً بعد يوم، لتبقى الصورة عنواناً صارخاً على غياب التكافل والتضامن.