في صمت رحل عن عالمنا الشيخ والمفكر محمد بن شقرون، أحد أبرز المترجمين والمفسرين للقرآن الكريم إلى اللغة الفرنسية، والذي كرس حياته لتصحيح الصورة النمطية المغلوطة التي يحملها الغرب عن الإسلام. وقد عُرف الراحل بعمله المرجعي “الإستشراق والإسلام”، الذي كشف فيه عن تفاعلات الفكر الاستشراقي مع الدين الإسلامي، مبرزاً عمق الحضارة الإسلامية وثراءها.
ترك بن شقرون بصمة متميزة في الساحة الفكرية والدينية، من خلال وضعه معجم مباني القرآن الكريم، إضافة إلى تأليف أكثر من ثلاثين كتاباً باللغتين العربية والفرنسية، كلها تصب في إبراز عظمة الإسلام ومكانته الروحية والفكرية. أعماله شكلت جسراً حقيقياً للتواصل الحضاري، وفتحت أبواب الفهم المتبادل بين الشرق والغرب.
برحيل هذا المفكر الكبير، يفقد المغرب والأمة الإسلامية أحد أعلام الفكر والدفاع عن القيم الأصيلة، ممن حملوا على عاتقهم مسؤولية نشر المعرفة الدينية بلغة العصر، وجعلوا من أقلامهم وسيلة لتنوير العقول وتصحيح المفاهيم. رحم الله الشيخ محمد بن شقرون وأسكنه فسيح جناته.