المهمشون ورواية “قبة العاشق” للكاتب مروان أوبل

0 minutes, 0 seconds Read

“قبة العاشق” رواية أولى للكاتب المغربي مروان أوبل، صدرت عام 2021، عن مؤسسة مقاربات للنشر والصناعات الثقافية بالمغرب.

تقع الرواية في مائتين وثلاث وثلاثون صفحة من القطع المتوسطة، وهي رواية اجتماعية تنقل للقارئ حياة الشخصية المحورية المتخيلة، “شهد” من خلال عرض سلسلة من مراحل حياتها ومعاناتها، في عديد من الجوانب النفسية والسلوكية، فهي إنسانة مهمشة مقهورة انغمست حتى النخاع في صراعات متعددة داخل مجتمع مليء بالتناقضات.

جاءت الرواية في شكل فصول قصيرة متنوعة وغير معنونة، لكنها مترابطة فيما بينها، تتحدث من خلالها الشخصيات لإكمال دورها في البناء الروائي /الحكائي. وتتكئ الرواية على عدة عناصر لمتنها السردي، منها تأمل “شهد” لحياتها وصبرها وأحلامها…وتحملها قسوة سيدها عندما كانت “جارية”، وجريها وراء الحياة بعدما تحققت لها الحرية على يد الموسيقار “اسماعيل”، التداعي الحر للأفكار في معظم المقطوعات الأدبية التي استخدمها الروائي; سواء من “شهد”، أو من “اسماعيل”، أو نورة…

تتناول الرواية مسارات متعثرة ومصائر عاثرة في حركة الشخوص، إنها تحيل إلى عالم مرجعي يقطنه المهمشون والفقراء وذوي الاحتياجات الخاصة والمنقطعون عن جذورهم، ويتفاعلون فيما بينهم تفاعلا كاملا أو عابرا كحيواتهم العابرة، ويشكل السوق والشقة والشارع والجامعة والمسرح والأوبرا الفضاءات الروائية الخاصة لهذا التفاعل.

من خلال هذه الفضاءات، العامة والخاصة، يفتح مروان أوبل الازدواجية الاجتماعية، الخير والشر، الحلم والواقع، القسوة والشفقة وسواها من المشكلات التي يناقشها العالم المرجعي للرواية.

في الرواية عرض أشبه ما يكون بالعرض السنيمائي الدرامي، فدقة الوصف وتسلسل الأحداث في الفصول الأولى تجعل القارئ وكأنما يشاهد شاشة سنيمائية وليس نصا مكتوبا أمامه.

تمكن الكاتب من توظيف قدرته الوصفية للمشاهد والأحداث وإظهار ملامح الشخصيات، ما يؤكد أن القارئ أمام كاتب نجح في استثمار ثرائه اللغوي وثقافته خاصة في الجانب النفسي والاجتماعي.
في نهاية هذه المقاربة التي أتت على بعض الملامح والسمات الفنية للرواية أرى أن الكاتب خطى خطوات كبيرة في عالم الكتابة السردية الروائية.

ويذكر أن مروان أوبل، هو شاب مغربي ابن مدينة سلا نشأ و ترعرع في المدرسة العمومية، حاصل على الإجازة في الفيزياء ثم الماستر في الفيزياء الطبية من جامعة محمد الخامس بالرباط، عاشق للفن و الكتابة و الابداع.

وقال في حوار أدبي سابق أن “قبة العاشق حلم قديم راودني منذ سنوات الأولى بالجامعة، لكني تناسيته بسبب الكد في تحصيل الاجازة، و بعد سنوات عجاف انبعث الحلم من مرقده مرة أخرى، قبة العاشق كتبتها في لحظات الإلهام القصوى حيث انفجر خيالي و تجاوز حدود الممكن، رواية استنفذتني جسديا و معنويا، رواية كتبتها بحبر التأمل في الوجود و السماء و النجوم و الحياة”.

ذات صلة