وأنا أعيش بالأمس،كما جميع مواطنات ومواطني بلدي، تلك اللحظة التاريخية العظيمة التي أكدت، ومن داخل المنتظم الدولي وأمام مرأى ومسمع كل العالم، حقنا المقدس في وحدة ترابنا…وأنا أعيش بالأمس النبيلة…ورؤية الحكيمة المتبصرة ومواقفه الخطب الملكي السامي برسائله الحكيمة.
وأنا أعيش بالأمس خروج بنات وأبناء وطني للساحات العامة، وفي كل المدن المغربية، ابتهاجا واحتفالا…تذكرت في اعتزاز، كيف عشت حدث المسيرة الخضراء، وعادت بي الذاكرة إلى جزء آخر من تاريخ بلادنا المجيد، تذكرت بأني تطوعت استجابة لنداء الملك والوطن، ولم أشارك.
تذكرت خطابات مبدع هذا الحدث الملك الراحل الحسن الثاني طيب الله ثراه،خلال حلوله باكادير، وتذكرت متابعتي لكل تفاصيل الحدث، تذكرت حالة التعبئة العامة في بلدي، والمشاعر الوطنية الجياشة، تذكرت كيف كان منزلنا يستقبل في ضيافة الوالد جريد استيتو رحمه الله، العديد من الشخصيات، ومنها أعضاء المجلس العلمي الذين سيمثلون أنذاك أمام جلالة الملك الراحل الحسن الثاني… كنت أتابع كل التفاصيل، أنصت للضيف وأحضر مجالسهم..
كان الحدث استثنائيا..وكنت في قمة شعوري الوطني.
بالأمس، حكيت لابنتي الصغرى سلمى هذه التفاصيل، وأنا في حالة قصوى من الفرح، كانت مفتخرة وفي أوج حماسها، رددت معي (العز لهذا الوطن).
بقلم: الحاج عبد الله جريد
